، ‏لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ. إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

الأحد، 6 يوليو 2014
6:53 م

العمل الصالح له مصادر !!!


هذا العمل له ميزان دقيق هو الشريعة، هناك آيات القرآن الكريم، ما كان منها محكماً، وما كان منها متشابهاً، وهناك السنة المطهرة، وهناك إجماع الأمة وهناك القياس ؛ هذه مصادر التشريع في الإسلام .
إن هذه المصادر يتفرع منها أحكام تفصيلية لا حدود لها، تغطي كل نشاطات الإنسان ؛ في بيته، وفي عمله، في حله وترحاله، في سلمه، وفي حربه، وفي كل نشاطاته، لذلك ؛ إذا انطمست الفطرة فهناك الشريعة، استفت هذا العمل أيوافق عليه الشرع أم لا يوافق ؟ ما حكم هذا العمل ؟ ما من تصرف يقوم به إنسان على وجه الأرض إلا ويجب أن يكون منطوياً تحت خمسة أحكام ؛ إما أن يكون واجباً، وإما إن يكون مندوباً، وإما إن يكون مباحاً، وإما إن يكون مكروهاً، وإما إن يكون محرماً .
الأصل في الأشياء الإباحة، هناك واجب يعاقب تاركه، وهناك حرام يعاقب فاعله، وهناك مندوب يثاب فاعله، وهناك مكروه يؤاخذ فاعله، وهناك مباح يستوي فيه الفعل والترك، ما من حركة، ولا سكنة، ولا كلمة، ولا تصرف، ولا عمل صغير أو كبير، سري أو علني، إلا وينطوي تحت هذه الأحكام الخمسة، فالعمل الصالح هو ما جاء به القرآن الكريم .

( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) ( سورة البقرة : 83 )

( فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) ( سورة آل عمران : 32 )

( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) ( سورة النساء : 36 )

( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ ) ( سورة النساء : 148 )

( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) ( سورة النحل : 128 )

آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي العظيم مقياس دقيق للعمل الصالح .
عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الأسَدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِوَابِصَةَ :

(( جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالإثْمِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ، قَالَ : فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ فَضَرَبَ بِهَا صَدْرَهُ، وَقَالَ : اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ يَا وَابِصَةُ، ثَلاثًا، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ ))

[أخرجه الدارمي ]
عندك مُفتٍ ينطق بالحق،

(( وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ ))
وكرهت أن يطلع عليه الناس، و :

(( الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ))
تستطيع أن تخدع الناس كلهم بعض الوقت ! وتستطيع أن تخدع بعض الناس طول الوقت ! ولكنك لن تستطيع أن تخدع نفسك ولا ربك، ولا ثانية من الوقت، ولا ثانية واحدة .

(بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14)وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) ( سورة القيامة : 14ـ 15)

( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى)
قد يقول لك قائلٌ: أخي أنا عملي طيب، القضية ليست بالصوم والصلاة! ولا بالإيمان! ولا بحضور مجالس العلم؛ القضية بالصدق، وبالوعد، والعهد، أنا خيّر، وهذا الذي يصلي يكذب، أنا لا أصلي، لئلا أكون مثله، هذه مقولة الشيطان .
العمل الصالح لا يقبل منك إلا إذا كنت مؤمناً بالله، لأنك إذا كنت غير مؤمن ؛ فهذا العمل نوع من التصرف الذكي، نوع من التكيف مع البيئة، نوع من تحقيق الأهداف الدنيوية بأيسر السبل، يجب أن يكون العمل الصالح مبنياً على أساس من الإيمان، ومعرفة الله عز وجل، ومعرفة التكليف، ومعرفة العبادة، لذلك :

( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً )
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات:

إرسال تعليق